التعامل معهم، وسرية بالنسبة لمن يدخل في الاسلام منهم. ويدل على ما ذكرناه: أنهم يذكرون: أن قوله تعالى: " فاصدع بما تؤمر " كان هو السبب في إخراج الدعوة من السر إلى العلن. ولا ريب أن إنذار العشيرة كان قبل ذلك.
وثالثا إن وجود حمزة، إن كان قد أسلم آنئذ، كوجود أبي طالب بينهم، فلعلهما كانا يريان أنهما غير مقصودين بهذه الدعوة. ولا سيما إذا كانا يدركان: أن بقاءهما إلى ما بعد وفاة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " أبعد احتمالا؟ فإن سن حمزة كان يقارب سن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، كما يدعون، ولكننا نعتقد: أنه كان أكبر من النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بأكثر من عشرين سنة، لأنه كان أكبر من عبد الله، والد النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والذي كان أصغر أولاد عبد المطلب.
وهكذا يقال بالنسبة للعباس أيضا.
وأما أبو طالب؟ فإنه كان شيخا هرما لا يحتمل البقاء إلى ما بعد وفاته صلى الله عليه وآله، فلا معنى لان يقدم أي منهما نفسه على أنه خليفته من بعده، أو على الأقل هكذا فكرا آنئذ.
وهكذا يتضح: أن جميع ما جاء به ابن تيمية إنما كان كسراب بقيعة، أو كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف.
نقاط هامة في حديث الانذار الف - روايات لا يمكن أن تصح:
هذا، وقد حاول ابن تيمية أن يقوي جانب روايات أخرى تبعد عليا وأهل البيت عن الانظار، بل وتستبعد الهاشميين منه عموما أيضا كتلك الروايات التي في الصحيحين، والتي تقول: إنه " صلى الله عليه وآله