الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٣ - الصفحة ٢٥٥
بعد تغسيله إياه غسل المس الواجب من مس كل ميت مسلم (1).
خطابيات وأرجاز المديني:
وبعد ما تقدم، إذا كان أبو طالب مسلما مصدقا؟ فلا يصغى لارجاز وخطابيات أمثال المديني، غير الموافقة للعقل والدين. ولا يفيد هم تملقهم البارد، ولا تظاهرهم بالصلاح، حتى ليقول المديني: " وددت أن أبا طالب كان أسلم، فسر به رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " وأني كافر (2) "!!.
سرية إيمان أبي طالب:
إننا إذا تتبعنا سير الدعوة، ومواقف أبي طالب فإننا نجد: أنه كان بادئ ذي بدء يكتم إيمانه، تماما كمؤمن آل فرعون، والظاهر أنه قد استمر يظهر ذلك تارة، ويخفيه أخرى إلى أن حصر الهاشميون في الشعب، فصار يكثر من اظهار ذلك.
وقد ورد عن الإمام الصادق " عليه السلام " قوله: " إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله اجرهم مرتين (3)،.
وعن الشعبي، يرفعه عن أمير المؤمنين " عليه السلام " قال: كان والله أبو طالب بن عبد المطلب بن عبد مناف مؤمنا مسلما يكتم إيمانه؟

(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ١. ٣.
(٢) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٦٣ لابن قتيبة.
(٣) أمالي الصدوق ص ٥٥١، وشرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٧٠، وأصول الكافي ج ١ ص ٣٧٣، وروضة الواعظين ص ١٣٩، والبحار ج ٣٥ ص ١١١ والغدير ج ٧ ص ٣٨٠ - 390 عنهم وعن: الحجة لابن معد ص 17 و 115 وتفسير أبي الفتوح ج 4 ص 212، والدرجات الرفيعة، وضياء العالمين.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست