وقد تقدم: أن أبا بكر لم يكن قد أسلم بعد. لأنه إنما أسلم بعد أكثر من خمسين رجلا.
إلا أن يكون المقصود هو بلوغ المسلمين الذين أسلموا بعد الهجرة إلى الحبشة ثمانية وثلاثين رجلا.
لكن ذلك لا يتلاءم مع تصريح الرواية بأن ذلك قد كان يوم إسلام حمزة، حينما كان النبي صلى الله عليه وآله في دار الأرقم.
أول شهيد في الاسلام من آل ياسر:
وعلى كل حال؟ فلقد عذب آل ياسر أشد العذاب، واستشهدت سمية أم عمار على يد فرعون قريش أبي جهل لعنه الله، فكانت أول شهيدة في الاسلام (1) ثم استشهد ياسر رحمه الله تعالى.
ولكنهم ذكروا: أن أول قتيل في الاسلام هو الحارث بن أبي هالة، حيث إنه لما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أن يصدع بما يؤمر، قام صلى الله عليه وآله في المسجد، فقال: قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا؟
فوثبت إليه قريش؟ فأتى الصريخ أهله؟ فكان أول من أتاه الحارث هذا؟
فضرب في القوم فصرفهم عنه وعطفوا عليه حتى قتلوه (2).
وهذا لا يصح؟ لما تقدم؟ من أن الله قد منع النبي صلى الله عليه وآله بأبي طالب وقومه، ولم يجرأوا على أن ينالوه بسوء في شعره وبشره.