كل شفة ولسان.
كما أنه قد مضى على وجود النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " في الطائف نفسها عشرة أيام، أو شهر وهو يدعو الناس إلى الله، لا يفتر ولا يمل فكيف إذن يتعجب عداس من ذكر الله في ذلك البلد؟!.
فهل من المعقول: أن يكون عداس لم يسمع بذكره " صلى الله عليه وآله وسلم " ولا بدعوته هذه المدة كلها، سواء مدة وجوده في الطائف، أو مدة دعوته إلى الله في المنطقة؟!.
وقد قدمنا بعض الكلام عن عداس في مناقشتنا لروايات بدء الوحي فلا نعيد.
2 - دخوله " صلى الله عليه وآله وسلم " مكة بجوار:
وتقدم: أن الأخنس بن شريق، وسهيل بن عمرو لم يقبلا أن يجيرا النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ليدخل مكة. واحتج الأخنس بأنه حليف، والحليف لا يجير على الصميم. فدخل " صلى الله عليه وآله وسلم " بجوار المطعم بن عدي، ونحن نشك في ذلك أيضا.
فأولا: قد قدمنا: أنه " صلى الله عليه وآله وسلم " لم يكن يقبل ان يكون لمشرك عنده يد يستحق الشكر عليها. وهذه يد ولا شك.
وثانيا: كيف لم يعلم النبي الذي بلغ من العمر حوالي خمسين عاما، ويعيش بين العرب، كيف لم يعلم طيلة هذه المدة: أنه ليس للحليف أن يجير على الصميم عندهم؟!!
وان بني عامر لا تجير على بني كعب؟!
وثالثا: أليس هذا يعتبر ركونا للظالمين، ولغير أهل دينه، والله تعالى يقول: (ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم). ويقول: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا، فتمسكم النار) (1)؟