بك حيث لم يتبعوك (1).
وهذا يدل على أن الخوف من قريش لم يكن هو الدافع الوحيد للامتناع عن الدخول في الاسلام لا سيما وأن الكثيرين من العرب كانوا بعيدين عن مكة، ولا يخشون سطوتها.
ونقطة أخرى لا بد من الإشارة إليها. وهي ان تحرك النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " وعرض دين الله على القبائل، وهجراته المتعددة في سبيله ليعتبر إدانة للمنطق القائل: إن على صاحب الدعوة: أن يجلس في بيته، ولا يتحرك، وعلى الناس أن يقصدوه ويسألوه عما يهمهم، ويحتاجون إليه.
بنو عامر بن صعصعة، ونصرة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم ":
ونشير هنا إلى واقعة هامة، حدثت في خلال عرض النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " دعوته على القبائل، وهي:
ان رسول " صلى الله عليه وآله وسلم " قد أتى بني عامر بن صعصعة، فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم دعوته فقال لهم رجل منهم، اسمه:
" بيحرة بن فراس ": والله، لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب. ثم قال له: أرأيت إن نحن بايعناك على امرك، ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الامر من بعدك؟
قال: الامر لله، يضعه حيث يشاء.
فقال له: أفنهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الامر لغيرنا؟! لا حاجة لنا بأمرك.
فأبوا عليه. فلما صدر الناس، رجع بنو عامر إلى شيخ لهم؟ فسألهم عما كان في موسمهم، فقالوا: جاءنا فتى من قريش، ثم أحد بني عبد