إلا أن يجاب عن هذا بالنفي، فإن هذا المقدار من الركون ليس بمقصود في الآية.
ورابعا: إننا نجد عثمان بن مظعون يرد جوار الوليد بن المغيرة، رغبة منه في مواساة أصحابه؟ فهل يعقل أن يكون النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " أقل من ابن مظعون في ذلك؟! ولا يستطيع الصبر على تحمل المشاق والأذى الذي استعدت قريش لتناله به؟ إن ذلك لعجيب حقا!!.
ثم لماذا لم يخف من الأذى حين رد على المطعم جواره، لا سيما إذا كان قد رده عليه من أول يوم؟!.
وأما أنه كان يخشى على نفسه القتل، فلذلك طلب الجوار؟ فجوابه أنه كان يعلم: أن قريشا لا تستطيع ذلك. وأنها تعرف: أنه في غير صالحها في تلك الظروف، وبالأخص إذا كان ذلك علنا.
ثم أين كان عنه الهاشميون في تلك الساعة؟ ولماذا لا يحمون كبيرهم وسيدهم حتى يحتاج إلى جوار الآخرين؟!
وأين كان عنه أسد الله وأسد رسوله، الذي فعل بابي جهل ما فعل كما تقدمت الإشارة إليه؟!.
3 - إسلام نفر من الجن:
ويذكر هنا: أنه وهو " صلى الله عليه وآله وسلم " منصرف من الطائف إلى مكة، التقى ببعض الجن، فقرأ عليهم القرآن فآمنوا به، ورجعوا إلى قومهم، مبشرين ومنذرين، فقص الله خبرهم في سورة الجن، فقال: (قل أوحي إلي: أنه استمع نفر من الجن، فقالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد).
ولكن الظاهر: أن قضية الجن قد كانت في أوائل البعثة؟ حيث إن الرواية تذكر: أنه لما بعث النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، حيل بين