حائض واغتسالها وإياه من إناء واحد، وغير ذلك من الأحاديث التي تتخذ طابع الجنس، والاغراء، واللذة. ولا نجد من ذلك الشئ الكثير عند غيرها من نسائه " صلى الله عليه وآله وسلم "، ولعل ذلك يرجع إلى أنه لم يكن ثمة ما يربطها برسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " بصورة قوية، حيث لم يكن لها ولد منه " صلى الله عليه وآله وسلم " وليس لديها من المستوى الفكري والثقافي والعملي ما يصلح أن يكون نقطة اشتراك ويجعل لها به ارتباطا خاصا ووثيقا وليست اهتماماتها من جنس اهتماماته " صلى الله عليه وآله وسلم " ولا تطلعاتها تلتقي مع تطلعاته " صلى الله عليه وآله وسلم ".
وماذا بعد:
هذا وأننا لا نجد مبررا لتحمل النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " من عائشة جرأتها. وتجاوزاتها المتكررة وإيذائها له في أخيه علي، وفي زوجاته، إلا أنه لم يكن يستطيع أن يتخذ القرار النهائي بالنسبة إليها، لان السياسة كانت تقضي عليه بتحمل كل هذه المشاق. ويدلنا على أن النبي كان يتعامل مع زوجاته من موقعه السياسي الحرج، لا من جو بيت الزوجية. قول عمر لحفصة - عندما تظاهرت على النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " مع عائشة، واعتزلهن: " والله، لقد علمت أن رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " لا يحبك، ولولا أنا لطلقك رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم "، (1).
هذا، ولم يكن ثمة من يستطيع الجهر بالحقيقة، وإظهار الواقع.
لان الجهاز الحاكم كله كان يمسك بركاب عائشة، ويعلي قدرها، ويرفع من شأنها؟ لأنه كان يستفيد منها أعظم الفوائد، وأسناها. وكان ثمة خطة