بغيبة رفقائهم، وكذلك الحال في موعد الاجتماع ومكانه، والطريقة التي تم بها، رغم ضخامته، واتساع نطاقه - ان كل ذلك - ليعتبر مثلا رائعا، ودليلا قويا على مدى وعي أولئك المسلمين ويقظتهم، وحسن تدبيرهم.
كما أنه برهان آخر على أن اللجوء إلى عنصر السرية لا يعتبر تخاذلا، إذا كان المسلمون لا يملكون مقومات الدفاع عن أنفسهم في مقابل قوى الظلم والطغيان. وهو دليل آخر على أن التقية التي يقول بها الشيعة وأهل البيت، ونزل بها القرآن وتحكم بها الفطرة والعقل السليم هي الأسلوب الصحيح في التعامل مع الواقع بمرونة، ووعي، حينما يكون الباطل هو القوي ماديا ولا يملك أهل الحق ما يدفع عنهم أو يمنع.
شروط البيعة:
ونجد هنا: أن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، قد أخبرهم بما سوف يعترض طريقهم من مشاكل وصعوبات، في سبيل نشر الدعوة، والدفاع عنها. ليكونوا على علم مسبق بذلك، وعلى بصيرة من أمرهم، ومن دون أي إبهام أو غموض. حتى لا يترك لهم في المستقبل مجالا للاعتذار بأنهم ما كانوا يعرفون: أن الامر سوف ينتهي بهم إلى ما انتهى إليه من مصاعب ومتاعب. بل هو لا يريد أن يشعروا في أنفسهم بالغبن، أو حتى أن يمر ذلك في وهمهم وخيالهم على الاطلاق.
وهو بذلك يدلل لكل أحد على أنه لا يريد أن يخدع أحدا بالوعود الخلابة، ولا أن يجعلهم يعيشون الآمال والأحلام الفارغة لان الوسيلة عنده جزء من الهدف، رغم أنه في أمس الحاجة إلى نصرتهم، بل هو لم يجد طيلة فترة دعوته غيرهم.
لماذا النقباء:
وان من طبيعة العربي الالتزام بالعهد، والوفاء بالذمار وتعتبر كل