قبله، هم به يؤمنون، إلى قوله تعالى: إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه، وقالوا: لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين (1) ".
وكانت هذه - بطبيعة الحال - ضربة قاسية لقريش وكبريائها، وخططها وأهدافها. وخصوصا إذا كان ذلك الوفد قد جاء من الحبشة، وبالأخص بقيادة جعفر " عليه السلام "؟ فان ذلك يعني: أن الدعوة قد بدأت تأخذ طريقها إلى القلوب في مناطق لا تخضع لقريش، وسلطانها، ونفوذها.
كما أنه إنذار لها بلزوم التحرك بسرعة قبل أن يفوت الاوان، ولكن كيف؟ وأنى؟. وهذا أبو طالب، ومعه الهاشميون والمطلبيون يمنعون محمدا ويحوطونه. فلابد إذن من الانتظار.
في مواقف أبي طالب:
وكان أبو طالب شيخ الأبطح " عليه السلام " هو الذي حامى وناصر النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، وحدب عليه منذ طفولته، وحتى الان:
فقد نصره بيده ولسانه، وواجه المصاعب الكبيرة، والمشاق العظيمة، في سبيل الدفع عنه، والذود عن دينه ورسالته، واعطائها الفرصة للتوسع والانتشار، ما وجدت إلى ذلك سبيلا.
وهو أيضا الذي كان يقدمه على أولاده جميعا، وقد ارجعه بنفسه من بصرى إلى مكة عندما حذره بحيرا من اليهود عليه " صلى الله عليه وآله وسلم ".
نعم، وهو الذي رضي بعداء قريش له، وبمعاناة الجوع والفقر،