الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٣ - الصفحة ٢٣٢
شاب مستجير به، معتصم. بظله من قريش، قد رباه في حجره غلاما، وعلى عاتقه طفلا، وبين يديه شابا. يأكل من زاده، ويأوي إلى داره، علمت موضع خاصية النبوة وسرها، وأن أمره كان عظيما (1).
كما أن قصيدته اللامية تلك التي يقول فيها: وأبيض يستسقى الخ.
وهي طويلة، وكان بنو هاشم يعلمونها أطفالهم (2) فيها الكثير مما يدل على إيمانه العميق الصادق، وقد ذكرها ابن هشام وابن كثير، وغيرهم.
و - لقد رأينا أبا طالب الذي يدعو ملك الحبشة إلى الاسلام، هو الذي دعا ولده جعفرا وأمره بأن يصل جناح ابن عمه في الصلاة. (3) وهو أيضا الذي دعا زوجته فاطمة بنت أسد إلى الاسلام (4) وأمر حمزة بالثبات على هذا الدين، وأظهر سروره باسلامه، وكذلك الحال بالنسبة لولده أمير المؤمنين " عليه السلام ". إلى غير ذلك مما يجده المتتبع لكلامه ومواقفه في المناسبات المختلفة.
ز - وقد صرح أبو طالب في وصيته بأنه كان قد اتخذ سبيل التقية في شأن رسول الله اصلى الله عليه وآله وسلم "، وان ما جاء به الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " قد قبله الجنان وانكره اللسان؟ مخافة الشنآن. واوصى قريشا بقبول دعوة الرسول ومتابعته على امره، ففي ذلك

(١) شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٦٣ وماذا في التاريخ ج ٣ ص ١٩٦ / ١٩٧ عنه.
(٢) مقاتل الطالبيين ص ٣٩٦.
(٣) راجع: الأوائل لأبي هلال العسكري ج ١ ص ١٥٤، وروضة الواعظين ص ١٤٠ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٦٩ والسيرة الحلبية ج ١ ص ٢٦٩ وأسنى المطالب ص ١٧ والإصابة ج ٤ ص ١١٦ وأسد الغابة ج ١ ص ٢٨٧ والغدير ج ٧ ص ٣٥٧.
(4) شرح النهج للمعتزلي ج 13 ص 272.
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست