الصحيفة، حتى قام جماعة منهم بالعمل على نقضها، ويذكرون منهم:
هشام بن عمرو بن ربيعة، وزهير بن أمية بن المغيرة، والمطعم بن عدي، وأبا البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود، وكلهم له رحم ببني هاشم والمطلب. وتكلموا في نقضها؟ فعارضهم أبو جهل فلم يلتفتوا إلى معارضته، ومزقت الصحيفة، وبطل مفعولها.
وخرج الهاشميون حينئذ من شعب أبي طالب رضوان الله تعالى عليه (1).
حنكة أبي طالب، وايمانه:
إن المطالع لاحداث ما قبل الهجرة النبوية الشريفة ليجد عشرات الشواهد الدالة على حنكة أبي طالب " عليه السلام ".
وخير شاهد نسوقه الان على ذلك، هو ما ذكرناه آنفا، حيث رأيناه يطلب منهم أن يحضروا صحيفتهم، ويمزج ذلك بالتعريض بامكان أن يكون ثمة صلح في ما بينهم وبينه. وما ذلك إلا من أجل أن لا تفتح الصحيفة إلا علنا، يراها كل أحد، وأيضا، حتى يهيئهم للمفاجأة الكبرى، ويمهد السبيل أمام طرح الخيار المنطقي عليهم، ليسهل عليهم تقبله، ثم الالتزام به.
ولا سيما إذا استطاع أن ينتزع منهم وعدا بما يريد، ويضعهم أمام شرف الكلمة، وعلى محك قواعد النبل واحترام الذات، حسب المعايير التي كانوا يتعاملون على أساسها.. وقد نجح في ذلك إلى حد بعيد،