مخافة على بني هاشم أن تنابذها قريش. وكذا عن ابن عباس (1).
وقد تقدم: أن محمد بن الحنفية حمل في حرب الجمل على رجل من أهل البصرة، قال: فلما غشيته قال: أنا على دين أبي طالب، فلما عرفت الذي أراد كففت عنه (2).
وثمة أحاديث أخرى عديدة بهذا المعنى لا مجال لذكرها (3).
ولكن لا بد أن نذكر رواية أخرى، ولعلها هي الأقرب إلى واقع الامر، وهي ما ذكره الشريف النسابة العلوي، المعروف بالموضح، باسناده: أن أبا طالب لما مات لم تكن الصلاة على الموتى، فما صلى النبي عليه، ولا على خديجة، وإنما اجتازت جنازة أبي طالب، وعلي وجعفر (4)، وحمزة جلوس، فقاموا، وشيعوا جنازته، واستغفروا له.
فقال قوم: نحن نستغفر لموتانا وأقاربنا المشركين أيضا - ظنا منهم أن أبا طالب مات مشركا؟ لأنه كان يكتم إيمانه فنفى الله عن أبي طالب الشرك، ونزه نبيه، والثلاثة المذكورين " رحمهم الله " عن الخطا في قوله: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين، ولو كانوا أولي قربى).
فمن قال بكفر أبي طالب، فقد حكم على النبي بالخطا والله تعالى قد نزهه عنه في أقواله وافعاله الخ (5).