النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "؟ فجاءه ابن أم مكتوم. فلما جاءه تقذر منه، وعبس في وجهه، وجمع نفسه، وأعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك عنه، وانكره عليه (1).
ويلاحظ: أن الخطاب في الآيات لم يوجه أولا إلى ذلك الرجل؟
بل تكلم الله سبحانه عنه بصورة الحكاية عن الغائب: إنه عبس، وتولى، أن جاءه الأعمى. ثم التفت إليه بالخطاب، فقال له مباشرة: وما يدريك.
ويمكن أن يكون الخطاب في الآيات أولا للنبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، من باب: إياك أعني واسمعي يا جارة. والأول أقرب، وألطف ذوقا.
اتهام عثمان:
وبعض الرويات تتهم عثمان بهذه القضية، وانه هو الذي جرى له ذلك مع ابن أم مكتوم (2).
ولكننا نشك في هذا الامر، لان عثمان قد هاجر إلى الحبشة مع من هاجر - فمن أين جاء عثمان إلى مكة، وجرى منه ما جرى؟!.
إلا أن يقال: إنهم يقولون: إن أكثر من ثلاثين رجلا قد عادوا إلى مكة بعد شهرين من هجرتهم كما تقدم، وكان عثمان منهم ثم عاد إلى الحبشة (3).