كما أننا لا بد أن نشير أيضا: إلى أن من عرف الحق، وذاق حلاوة الايمان، فإنه لا يملك نفسه من الاندفاع في محاولة لجلب الآخرين نحو هذا الحق، وجعلهم يؤمنون به، ويستفيدون منه، ويلتذون به ويشعرون بحلاوته.
ولذلك نجد الإمام علي بن الحسين " عليه السلام "، الذي كان يخشى على شيعته، الذين هم الصفوة في الأمة الاسلامية، والذين كانوا يتعرضون لمختلف أنواع الاضطهاد، والبلايا في الدولة الأموية، وبعدها في الدولة العباسية كان يظهر تذمره من عدم مراعاة الشيعة للظروف والمناسبات، وهو يرى حدة اندفاعهم نحو إظهار أمرهم، بسبب شعورهم بحلاوة الايمان، وضرورة ابلاغ كلمة الحق، قال الإمام السجاد " عليه السلام ": " وددت اني افتديت. خصلتين في الشيعة ببعض لحم ساعدي:
النزق وقلة الكتمان " (1) أضف إلى ذلك: أن التراحم فيما بين المؤمنين، والشدة على الكافرين يصبح أمرا طبيعيا، كما قال تعالى: (أشداء على الكفار رحماء بينهم).
البيعة:
ونجد: أن نص البيعة قد تضمن الخطوط العريضة، وأهم المبادئ التي يقوم عليها المجتمع الاسلامي، وهى تتضمن جانبا عقائديا، وآخر عمليا. وقد حملهم " صلى الله عليه وآله وسلم " مسؤوليات معينة في علاقاتهم مع بعضهم بعضا. وجعل التزامهم هذا قائما على اعطاء تعهد من قبلهم، يرون مخالفته تتنافى مع شرف الكلمة وقدسيتها؟ وذلك تحت