الكامل، وليس العدل وسواه من كمالات وفضائل، إلا واحدا من تلك المراحل والوسائل الموصلة إلى ذلك الهدف المقدس والأسمى، الذي يستبطن في داخله: كل العدل، وكل الكمالات وكل الفضائل، وأخيرا كل السعادة، والفوز والنجاح.
هذا هو هدف الاسلام، وهذا ما يسعى إليه، ويعمل من أجل الوصول والحصول عليه.
وليس أدل على ذلك من الآية الكريمة التي تحدد مهمة النبي الرسول، بأنه يعلم الناس الحكمة، ويطهرهم، ويزكيهم، بالإضافة إلى تبليغ رسالة الله لهم، قال تعالى: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم، يتلو عليهم آياته، ويزكيهم، ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) (1).
وليلاحظ: أيضا قوله تعالى: (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج، ولكن يريد ليطهركم. وليتم نعمته عليكم، لعلكم تشكرون) (2).
ومن يراجع الآيات القرانية يجد الكثير الكثير مما يدل على ذلك دلالة واضحة، حتى إن ذلك لا يحتاج إلى أي بيان أو توضيح، ولا إلى المزيد من الدلالات والشواهد.
الحاجة إلى الوزير والوصي:
وبعد أن عرفنا حقيقة هدف الاسلام، فإننا نعرف: أن مهمته شاقة وعسيرة جدا لأنها تصطدم أولا وبالذات بالانسان الفرد، حيث لا بد له من السيطرة على غرائزه وشهواته وطموحاته، ليوجهها ويستفيد منها في مجال بناء الشخصية الانسانية المثالية والفضلي.
كما أنها تهدف إلى التغيير الجذري في البنية الاجتماعية والسياسية