الكرامات والشفاعات، إن دنيا، وإن آخرة، ما يفوق حد الحصر، ويزيد ويتضاعف باستمرار في كل مصر، وعصر.
والغريب في الامر: أن أبا سفيان، أبا معاوية الذي يقول لعثمان حينما صارت إليه الخلافة: قد صارت إليك بعد تيم وعدي فأدرها كالكرة، واجعل أوتادها بني أمية، فإنما هو الملك ولا أدري ما جنة ولا نار (1) إن أبا سفيان هذا مؤمن تقي عادل، معصوم، وأبو طالب - أو فقل:
أبو علي - كافر مشرك، وفي ضحضاح من نار، يبلغ كعبه، ويغلي منه دماغه!! ما عشت أراك الدهر عجبا!!.
أبو لهب ونصرة النبي (ص):
ونشير أخيرا هنا إلى أنهم يذكرون: أنه بعد أن توفي أبو طالب أعلن أبو لهب استعداده لنصرة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم ". فاحتالت قريش فأخبرته أنه يقول: إن أباك عبد المطلب في النار، فسأله عن ذلك، فأخبره بما طابق ما أخبروه به؟ فتخلى عن نصرته، وانقلب ليكون عدوا له ما عاش (2).
ونحن لا نشك في كذب هذه القضية.
فأولا: كيف لم يعلم أبو لهب طيلة عشر سنين من عدائه للنبي، ومحاربته له: أن هذا هو رأيه ورأي الاسلام في كل من يموت مشركا بالله تعالى؟! وعلى أي شئ كان يحاربه طيلة هذه المدة إذن؟!.
وثانيا: لماذا عاداه في حياة أبي طالب، ثم عاد إلى حمايته ونصرته بعد وفاته؟!. ولماذا لم يفعل أبو طالب كما فعل أبو لهب؟، أو لماذا لم