الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٣ - الصفحة ٢٩١
قولها: " فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها، ولها ضرائر إلا كثرن عليها ".
ولو صدقنا: أنها كانت هي ذات الحظوة لدى الرسول، وأنه كان يحبها أكثر من غيرها، فلماذا هذه الغيرة، وهذا الحسد منها لهن؟ فإن الحسد لا بد وأن يكون على شئ يفقده الحاسد، ويتمنى زواله عن المحسود، وانتقاله إليه.
وإليك بعض موارد غيرة وحسد عائشة لضرائرها.
3 - حسد وغيرة عائشة:
1 - خديجة عليها السلام:
عن عائشة قالت: ما غرت على امرأة كما غرت على خديجة، وما بي أن أكون أدركتها. ولكن لكثرة ذكر رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " إياها، وإن كان ليذبح الشاة؟ فيتبع بذلك صدائق خديجة يهديها لهن (1).
وللحديث عبارات وأسانيد مختلفة لا مجال لها الان.
وقد ذكر النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " خديجة يوما، فغارت أم المؤمنين، فقالت: هل كانت إلا عجوزا أبدلك الله خيرا منها؟ وفي لفظ مسلم: " وما تذكر من عجوز من عجائز قريش، حمراء الشدقين، هلكت في الدهر، أبدلك الله خيرا منها "؟ فغضب " صلى الله عليه وآله وسلم "،

(١) صحيح البخاري ج ٩ ص ٢٩٢، و ج ٥ ص ٤٨، و ح ٧ ص ٤٧، و ج ٨ ص ١٥، وصحيح مسلم ج ٧ ص ١٣٤ و ١٣٣، وأسد الغابة ج ٥ ص ٤٣٨، والمصنف ج ٧ ص ٤٩٣، والاستيعاب هامش الإصابة ج ٤ ص ٢٨٦، وصفة الصفوة ج ٢ ص ٨، عن البخاري، ومسلم، وتاريخ الاسلام للذهبي ج ٢ ص ١٥٣، والبداية والنهاية ج ٣ ص ١٢٨.
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست