بل إذا كان لعمر هذه الشجاعة والشدة؟ فلماذا يضطر النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " إلى الهجرة،؟ فليحمه هذا البطل الشجاع، وليرد عنه بعض ما كانت قريش تؤذيه به؟ 1.
ثم إننا لا ندري لماذا لم يحدثنا التاريخ عن موقف مماثل لحمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله، الذي شج رأس أبي جهل شجة منكرة، وعز المسلمون باسلامه؟!.
ولماذا يترك النبي والهاشميين محصورين في الشعب، يكادون يهلكون جوعا، ولا يجرؤ أحد على أن يوصل لهم شيئا من طعام؟!. لان عمر عند هؤلاء قد أسلم قبل الحصر في الشعب، وان كنا أثبتنا في ما تقدم بشكل قاطع: أنه قد أسلم قبل الهجرة بقليل.
إلى غير ذلك من الأسئلة الكثيرة التي لن تجد لها عند هؤلاء الجواب المقنع والمفيد.
ما هي الحقيقة إذن؟!
ولكن الحقيقة هي: أن هذا التهديد والوعيد إنما كان من أمير المؤمنين علي " عليه السلام "، حينما هاجر، ولحقه سبعة من المشركين في ضجنان وسيأتي تفصيل القضية حين الكلام على هجرة أمير المؤمنين علي " عليه السلام " بعد هجرة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم ".
ولكن أعداء علي " عليه السلام " لم يستطيعوا أن يتحملوا أن يروا هذه الكرامة له، ولا سيما بعد ما أثبت صحتها بمبيته على فراش النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ليلة الهجرة. وكما كان يبيت على فراش رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " مدة ثلاث سنين، يقيه بنفسه حينما كانوا محاصرين في شعب أبي طالب " رحمه الله ".
فلما لم يكن إلى إنكارهم مبيته على الفراش سبيل أغاروا على