الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٣ - الصفحة ١٢٤
أمير الهجرة جعفر:
ونعتقد: إن هجرة جعفر إلى الحبشة، لم تكن بسبب تعرضه للتعذيب من قبل قريش، فقد كانت قريش تخشى مكانة أبي طالب، وتراعي جانبه، وجانب بني هاشم بصورة عامة. وإنما أرسله النبي صلى الله عليه وآله مع المهاجرين ليكون أميرا عليهم، ومدبرا لأمورهم، ومشرفا على شؤونهم ومصالحهم، وحافظا لهم من أن يذوبوا في هذا المجتمع الجديد، كما كان الحال بالنسبة إلى ابن جحش الذي تنصر في الحبشة.
من هو أول مهاجر إلى الحبشة؟:
ويقولون: إن عثمان بن عفان كان أول من هاجر إلى الحبشة بأهله، وأن النبي " صلى اله عليه وآله وسلم " قد قال عنه بهذه المناسبة: إنه أول من هاجر بأهله بعد لوط عليه السلام (1). وقيل إنه كان أول خارج أيضا (2).
ونحن نشك في ذلك، لأنه إن أريد أنه أول من هاجر باهله، فإن أبا سلمة - كما يقولون - هو أول من هاجر باهله (3). وإن أريد أنه أول خارج بنفسه، فإننا نجد أنهم يقولون: أن أول خارج كان حاطب بن أبي

(١) البداية والنهاية ج ٣ ص ٦٦ عن ابن إسحاق، والسيرة الحلبية ج ١ ص ٣٢٣، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٢٨٩ و ٢٧٥.
(٢) سيرة ابن هشام ج ١ ص ٣٤٤ والبداية والنهاية ج ٣ ص ٦٦ عن البيهقي، والسيرة الحلبية ج ١ ص ٢٢٣.
(٣) الإصابة ج ٢ ص ٣٣٥، وراجع ج ٤ ص ٤٥٩ / ٤٥٨ والاستيعاب بهامشها ج ٢ ص ٣٣٨ عن: مصعب الزبيري، وتهذيب الأسماء واللغات ج ٢ ص ٣٦٢، وأسد الغابة ج ٣ ص ١٩٦ عن أبي عمر، وابن مندة، والسيرة الحلبية ج ١ ص ٣٢٣، وذخائر العقبى: ص 253.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست