رقة عمر للمهاجرين ويقولون: إن عمر رأى المهاجرين، وهم يتهيأون للخروج إلى الحبشة، فرق لهم، وأحزنه ذلك (1).
وذلك لا يصح، لان خروجهم كان سرا، متسللين، منهم الراكب، ومنهم الماشي، حتى انتهوا إلى البحر فوجدوا سفينة فأقلتهم فخرجت قريش في آثارهم حتى جاؤوا البحر، فلم يجدوا أحدا منهم (2).
هذا كله، عدا عن شدة عمر وغلظته، التي تدعى له قبل وبعد الهجرة إلى الحبشة على من أسلم، وتعذيبه لمن قدر عليه منهم، فإن ذلك لا يتناسب مع ما يقال عنه هنا.
هجرة أبي بكر لا تصح:
ويقولون: إنه حين اشتد البلاء على بقية من بمكة من المسلمين، وضاقت مكة على أبي بكر، وأصابه فيها الأذى، خرج حين حصر المسلمين في الشعب مهاجرا إلى الحبشة، فلما وصل إلى برك الغماد - موضع على خمس ليال من مكة إلى جهة اليمن - لقيه ابن الدغنة، سيد قبيلة " القارة "، وكانوا حلفاء لبني زهرة من قريش، فقال له: أين تريد يا أبا بكر، فقال: أخرجني قومي؟ فأريد أن أسيح في الأرض، وأعبد ربي، فقال ابن الدغنة: مثلك يا أبا بكر لا يخرج؟ إنك تكسب المعدوم إلى أن قال: فارجع فأنا لك جار