فلا تجعلوا لله ندا فاسلموا فان طريق الحق ليس بمظلم 12 - وقال مخاطبا ولده حمزة رحمه الله:
فصبرا أبا يعلى على دين أحمد وكن مظهرا للدين وفقت صابرا وحط من أتى بالحق من عند ربه بصدق وعزم لا تكن حمز كافرا فقد سرني أن قلت: انك مؤمن فكن لرسول الله في الله ناصرا وباد قريشا في الذي قد أتيته جهارا، وقل: ما كان أحمد ساحرا وأشعار أبي طالب الناطقة بايمانه كثيرة، وقد اقتصرنا منها على هذا القدر؟ لنفسح المجال لذكر لمحة عن سائر ما قيل، ويقال في هذا الموضوع.
ه - قال المعتزلي: " قلت: كان صديقنا علي بن يحيى البطريق " رحمه الله " يقول: لولا خاصة النبوة وسرها لما كان مثل أبي طالب، وهو شيخ قريش، ورئيسها، وذو شرفها، يمدح ابن أخيه محمدا وهو شاب قد ربي في حجره. وهو يتيمه ومكفوله، وجار مجرى أولاده بمثل قوله:
وتلقوا ربيع الأبطحين محمدا على ربوة في رأس عنقاء عيطل وتأوي إليه هاشم إن هاشما عرانين كعب آخر بعد أول ومثل قوله:
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل يطيف به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل فان هذا الأسلوب من الشعر لا يمدح به التابع والذنابي من الناس، وإنما هو من مديح الملوك والعظماء. فإذا تصورت: أنه شعر أبي طالب، ذاك الشيخ المبجل العظيم في محمد " صلى الله عليه وآله وسلم ". وهو