أخيه؟ فان عليا ولده، فلو كانت العاطفة النسبية هي الدافع، فلماذا يضحي بولده دون ابن أخيه، طائعا مختارا، بعد تفكير وتأمل وتدبر لعواقب ذلك؟ ولماذا يرضى بأن يكون الاغتيال - لو تم - موجها له دونه؟!
أم يعقل أن يكون حبه الطبيعي لابن أخيه أكثر منه لولده، وفلذة كبده؟!.
3 - أما الحمية القبلية، والرابطة النسبية، فلو كانت هي السبب في موقفه ذاك، فلماذا لم تدفع أبا لهب لعنه الله لان يقف موقف أبي طالب " عليه السلام "؟ فيدفع عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، ويضحي في سبيله؟ حتى بولده، وبمكانته، وبكل ما يملك؟!.
بل لقد رأيناه من أشد الناس على النبي، وأكثرهم جرأة عليه، وايذاء له.
وأما ساير بني هاشم فإنهم وإن دخلوا الشعب مع النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " إلا أن تضحياتهم في سبيل النبي لم تبلغ عشر معشار تضحيات أبي طالب، كما أنهم انما وقفوا هذا الموقف تحت تأثير نفوذ أبي طالب، وإصراره..
وهكذا يتضح: ان حمية الدين أقوى من حمية النسب، ولذلك نرى المسلمين يصرحون بأنهم على استعداد لقتل آبائهم وأولادهم في سبيل دينهم. وقد استأذن عبد الله بن عبد الله أبي رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " بقتل أبيه (1) وفي صفين أيضا لم يرجع الأخ عن أخيه حتى أذن له أمير المؤمنين (ع) بتركه، (2) إلى غير ذلك من الشواهد الكثيرة.
4 - ثم إنه لو كان أبو طالب يفعل ذلك من أجل الدنيا؟ فقد كان