التعارض. فافهم.
وإذا اتضح لك عدم تمامية ما أفاده العلمين - الخراساني والنائيني - في حل الاشكال، فالمتعين ان يقال في حله: ان النهي في المقام ليس على حقيقته، بل هو إرشاد لأولوية ترك هذا الفرد لاجل الاتيان بغيره مما هو أكثر ثوابا.
بيان ذلك: ان الصوم - مثلا - مستحب في نفسه بنحو العموم الاستغراقي، بمعنى ان صوم كل يوم مستحب بذاته ولا بدل له، الا ان بعض هذه الافراد قد تحف به بعض الخصوصيات التي توجب نقصان مصلحته وثوابه عما عليه سائر الافراد الأخرى، ولكنه يبقى على استحبابه ورجحانه. ومن هذا الباب صوم يوم عاشوراء فهو مستحب فعلا. وبما أنه ليس من متعارف المكلفين الاتيان بجميع افراد الصوم في جميع أيام السنة وانما يؤتى ببعضها كيوم في كل أسبوع أو نحو ذلك، يوجه النهي إلى الفرد المحفوف بالحزازة الموجبة لقلة ثوابه ارشادا إلى أولوية الاتيان بغير هذا الفرد بدلا عنه، فكأنه يقال لمن يريد أن يصوم يوما في الأسبوع: " اترك صوم هذا اليوم وصم غيره لأنه أكثر ثوابا منه "، فالنهي إرشادي بلحاظ الحالة المتعارفة للمكلفين. والملحوظ بأقلية الثواب سائر الافراد الاخر التي تفرض ابدالا طويلة لهذا الفرد بحسب البناء العملي للمكلفين لا بحسب جعل الحكم فإنه مما لا بدل له في مقام الجعل لان كل فرد مستحب في نفسه.
وهذا الحل وان كان خلاف الظاهر لكنه مما لابد منه في حل الاشكال لسلامته عن الخدشة.
ومرجعه إلى رجوع النهي إلى ترجيح سائر الافراد لتحقق المزاحمة بحسب عادة المكلفين.
هذا، مع انا التزمنا في الفقه عدم استحباب صوم يوم عاشوراء