أحدهما: أنها ترجع إلى عيسى.
والثاني: إلى الحق. والعلم: البيان والإيضاح.
قوله تعالى: (فقل تعالوا) قال ابن قتيبة: تعال: تفاعل، من علوت ويقال للاثنين من الرجال والنساء: تعاليا، وللنساء: تعالين. قال الفراء: أصلها من العلو، ثم إن العرب لكثرة استعمالهم إياها، صارت عندهم بمنزلة " هلم " حتى استجازوا أن يقولوا للرجل، وهو فوق شرف: تعال، أي:
اهبط. وإنما أصلها: الصعود. قال المفسرون: أراد بأبنائنا: فاطمة والحسن، والحسين، وروى مسلم في " صحيحه " من حديث سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية (تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله [صلى الله عليه وسلم] عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: " اللهم هؤلاء أهلي ".
قوله [تعالى]: (وأنفسنا) فيه خمسة أقوال:
أحدها: أراد علي بن أبي طالب، قاله الشعبي. والعرب تخبر عن ابن العم بأنه نفس ابن عمه.
والثاني: أراد الاخوان، قاله ابن قتيبة.
والثالث: أراد أهل دينه، قاله أبو سليمان الدمشقي.
والرابع: أراد الأزواج.
والخامس: أراد القرابة القريبة، ذكرهما علي بن أحمد النيسابوري، فأما الابتهال، فقال ابن قتيبة: هو التداعي باللعن، يقال: عليه بهلة الله، وبهلته، أي: لعنته. وقال الزجاج: معنى الابتهال في اللغة: المبالغة في الدعاء وأصله: الالتعان، يقال: بهله الله، أي: لعنه. وأمر بالمباهلة بعد إقامة الحجة. قال جابر بن عبد الله قدم وفد نجران فيهم السيد والعاقب فذكر الحديث.. إلى أن قال:
فدعاهما إلى الملاعنة، فواعداه أن يغادياه، فغدا رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين، ثم أرسل إليهما، فأبيا أن يجيباه، فأقرا له بالخراج فقال:
" والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهم نارا ".
إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم (62) قوله [تعالى]: (وما من إله إلا الله) قال الزجاج: دخلت " من " هاهنا توكيدا ودليلا على نفي جميع ما ادعى المشركون من الآلهة.