و قد تقدم هذا الحديث و شيء من فوائده في أواخر صفة الصلاة و هو ظاهر فيما ترجم له لأنه صلى الله عليه و سلم تفكر في أمر التبر المذكور ثم لم يعد الصلاة (قوله عن جعفر) هو ابن ربيعة المصري و قد تقدم الكلام على المتن في أوائل أبواب الأذان مستوفى و شاهد الترجمة قوله حتى لا يدري كم صلى فإنه يدل على أن التفكر لا يقدح في صحة الصلاة ما لم يترك شيئا من أركانها (قوله قال أبو سلمة بن عبد الرحمن إذا فعل أحدكم ذلك فليسجد سجدتين و هو قاعد و سمعه أبو سلمة من أبي هريرة) هذا التعليق طرف من الحديث الذي قبله في رواية أبي سلمة كما سيأتي في خامس ترجمة من أبواب السهو لكنه من رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة وربما تبادر إلى الذهن من سياق المصنف أن هذه الزيادة من رواية جعفر بن ربيعة عن أبي سلمة و ليس كذلك و سيأتي في سادس ترجمة أيضا من طريق الزهري عن أبي سلمة لكن باختصار ذكر الأذان و هو من طريق هذين عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا بخلاف ما يوهمه سياقه هنا و سيأتي الكلام عليه أن شاء الله تعالى هناك (قوله قال قال أبو هريرة) في رواية الإسماعيلي عن أبي هريرة (قوله يقول الناس أكثر أبو هريرة) أخرجه البيهقي في المدخل من طريق أبي مصعب عن محمد بن إبراهيم بن دينار عن ابن أبي ذئب بلفظ أن الناس قالوا قد أكثر أبو هريرة من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و إني كنت ألزمه لشبع بطني فلقيت رجلا فقلت له بأي سوره فذكر الحديث و قال في آخره أخرجه البخاري عن أبي مصعب انتهى و لم أر هذه الطريق في صحيح البخاري و كأن البيهقي تبع أطراف خلف فإنه ذكرها و قد قال ابن عساكر لم أجدها و لا ذكرها أبو مسعود انتهى ثم وجدت في مناقب جعفر صدر هذا الحديث لكن قال بعد قوله لشبع بطني حين لا أكل الخمير و لا ألبس الحرير فذكر قصة جعفر بن أبي طالب فلعل البيهقي أراد هذا وكأن المقبري و غيره من رواته كان يحدث به تاما تارة و مختصرا أخرى و قد وقع عند الإسماعيلي من طريق ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب في أول هذا الحديث حفظت من رسول الله صلى الله عليه و سلم وعاءين الحديث و فيه أن الناس قالوا أكثر أبو هريرة فذكره و قوله حفظت الخ تقدم في العلم مع الكلام عليه و تقدم في العلم أيضا من طريق الأعرج عن أبي هريرة أن الناس يقولون أكثر أبو هريرة و الله لولا آيتان في كتاب الله تعالى ما حدثت الحديث و سيأتي في أوائل البيوع من طريق سعيد بن المسيب و أبي سلمة عن أبي هريرة قال إنكم تقولون أن أبا هريرة أكثر الحديث و فيه الإشارة إلى سبب إكثاره و أن المهاجرين و الأنصار كانوا يشغلهم المعاش و هذا يدل على أنه كان يقول هذه المقالة إمام ما يريد أن يحدث به مما يدل على صحة اكثاره و على السبب في ذلك و على سبب استمراره على التحديث (قوله فلقيت رجلا) لم اقف على تسميته و لا على تسمية السورة و قوله بم بكسر الموحدة بغير ألف لأبي ذر و هو المعروف و للأكثر بإثبات الألف و هو قليل أي بأي شئ (قوله البارحة) أي أقرب ليلة مضت و في هذه القصة إشارة إلى سبب اكثار أبي هريرة وشدة إتقانه و ضبطه بخلاف غيره و شاهد الترجمة دلالة الحديث على عدم ضبط ذلك الرجل كأنه اشتغل بغير أمر الصلاة حتى نسي السورة التي قرئت أو دلالته على ضبط أبي هريرة كأنه شغل فكره بأفعال الصلاة حتى ضبطها و أتقنها كذا ذكر الكرماني هذين الاحتمالين و بالأول جزم غيره و الله أعلم * (خاتمة) * اشتملت أبواب العمل في الصلاة من الأحاديث المرفوعة على اثنين و ثلاثين حديثا
(٧٢)