(قوله وشهدت تيسيره) كذا في جميع الأصول و في جميع الطرق من التيسير و حكى ابن التين عن الداودي أنه وقع عنده و شهدت تستر بضم المثناة و سكون المهملة و فتح المثناة و قال معنى شهدت تستر أي فتحها و كان في زمن عمر انتهى و لم أر ذلك في شئ من الأصول و مقتضاه أن لا يبقى في القصة شائبة رفع بخلاف الرواية المحفوظة فإن فيها إشارة إلى أن ذلك كان من شأن النبي صلى الله عليه و سلم تجويز مثله و زاد عمرو بن مرزوق في آخره قال فقلت للرجل ما أرى الله الا مخزيك شتمت رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و في رواية مهدي بن ميمون فقلت اسكت فعل الله بك هل تدري من هذا هو أبو برزة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم اقف في شئ من الطرق على تسمية الرجل المذكور و في هذا الحديث من الفوائد جواز حكاية الرجل مناقبه إذا أحتاج إلى ذلك و لم يكن في سياق الفخر و أشار أبو برزة بقوله ورأيت تيسيره إلى الرد على من شدد عليه في أن يترك دابته تذهب و لا يقطع صلاته و فيه حجة للفقهاء في قولهم أن كل شئ يخشى اتلافه من متاع و غيره يجوز قطع الصلاة لأجله و قوله مألفها يعني الموضع الذي ألفته و اعتادته و هذا بناء على غالب أمرها و من الجائز أن لا ترجع إلى مالفها بل تتوجه إلى حيث لا يدري بمكانها فيكون فيه تضيع المال المنهي عنه * (تنبيه) * ظاهر سياق هذه القصة أن أبا برزة لم يقطع صلاته و يؤيده قوله في رواية عمرو بن مرزوق فأخذها ثم رجع القهقرى فإنه لو كان قطعها ما بالى أن يرجع مستدير القبلة و في رجوعه القهقرى ما يشعر بان مشيه إلى قصدها ما كان كثيرا و هو مطابق لثاني حديثي الباب لأنه يدل أنه صلى الله عليه و سلم تأخر في صلاته و تقدم و لم يقطعها فهو عمل يسير و مشى قليل فليس فيه استدبار القبلة فلا يضر و في مصنف ابن أبي شيبة سئل الحسن عن رجل صلى فأشفق أن تذهب دابته قال ينصرف قيل له أفيتم قال إذا ولى ظهره القبلة استأنف و قد أجمع الفقهاء على أن المشي الكثير في الصلاة المفروضة يبطلها فيحمل حديث أبي برزة على القليل كما قررناه و قد تقدم أن في بعض طرقه أن الصلاة المذكورة كانت العصر (قوله وإني أن كنت أن ارجع مع دابتي أحب إلي من أن أدعها) قال السهيلي إني و ما بعدها اسم مبتدأ و أن ارجع اسم مبدل من الاسم الأول و أحب خبر عن الثاني و خبر كان محذوف أي إني أن كنت راجعا أحب إلي و قال غيره أن كنت بفتح الهمزة و حذفت اللام و هي مع كنت بتقدير كوني و في موضع البدل من الضمير في إني و أن الثانية بالفتح أيضا مصدرية و وقع في رواية حماد فقال أن منزلي متراخ أي متباعد فلو صليت و تركته أي الفرس لم آت أهلي إلى الليل أي لبعد المكان (قوله أخبرنا عبد الله) هو ابن المبارك و يونس هو ابن يزيد و قد تقدم ما يتعلق بالكسوف من هذا الحديث من طريق عقيل و غيره عن الزهري مستوفى و قوله فلما قضى أي فرغ و لم يرد القضاء الذي هو ضد الأداء (قوله لقد رأيت في مقامي هذا كل شئ وعدته) في رواية ابن وهب عن يونس عند مسلم وعدتم و له في حديث جابر عرض على كل شئ تولجونه (قوله لقد رأيت) كذا للأكثر و للحموي و المستملي لقد رأيته و لمسلم حتى لقد رأيتني و هو أوجه (قوله أريد أن أخذ قطفا) في حديث جابر حتى تناولت منها قطفا فقصرت يدي عنه و القطف بكسر أوله و ذكر ابن الأثير أن كثيرا يروونه بالفتح و الكسر هو الصواب (قوله قطفا من الجنة) يعني عنقود عنب كما تقدم في الكسوف
(٦٦)