و لفظه فقال سهل للقوم أتدرون ما البردة قالوا الشملة انتهى و في تفسير البردة بالشملة تجوز لأن البردة كساء و الشملة ما يشتمل به فهي أعم لكن لما كان أكثر اشتمالهم بها أطلقوا عليها اسمها (قوله فأخذها النبي صلى الله عليه و سلم محتاجا إليها) كأنهم عرفوا ذلك بقرينة حال أو تقدم قول صريح (قوله فخرج إلينا و إنها إزاره) في رواية ابن ماجة عن هشام بن عمار عن عبد العزيز فخرج إلينا فيها و في رواية هشام بن سعد عن أبي حازم عند الطبراني فاتزر بها ثم خرج (قوله فحسنها فلان فقال اكسنيها ما أحسنها) كذا في جميع الروايات هنا بالمهملتين من التحسين و للمصنف في اللباس من طريق يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم فجسها بالجيم بغير نون و كذا للطبراني و الإسماعيلي من طريق أخرى عن أبي حازم و قوله فلان أفاد المحب الطبري في الأحكام له أنه عبد الرحمن بن عوف و عزاه للطبراني و لم أره في المعجم الكبير لا في مسند سهل و لا عبد الرحمن و نقله شيخنا ابن الملقن عن المحب في شرح العمدة و كذا قال لنا شيخنا الحافظ أبو الحسن الهيتمي أنه وقف عليه لكن لم يستحضر مكانه و وقع لشيخنا ابن الملقن في شرح التنبيه أنه سهل بن سعد و هو غلط فكأنه التبس على شيخنا اسم القائل باسم الراوي نعم أخرج الطبراني الحديث المذكور عن أحمد بن عبد الرحمن بن يسار عن قتيبة بن سعيد عن يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل و قال في آخره قال قتيبة هو سعد بن أبي وقاص انتهى و قد أخرجه البخاري في اللباس و النسائي في الزينة عن قتيبة و لم يذكروا عنه ذلك و قد رواه ابن ماجة بسنده المتقدم و قال فيه فجاء فلان رجل سماه يومئذ و هو دال على أن الراوي كان ربما سماه و وقع في رواية أخرى للطبراني من طريق زمعة بن صالح عن أبي حازم أن السائل المذكور أعرابي فلو لم يكن زمعة ضعيفا لانتفى أن يكون هو عبد الرحمن بن عوف أو سعد بن أبي وقاص أو يقال تعددت القصة على ما فيه من بعد و الله أعلم (قوله ما أحسنها) بنصب النون و ما للتعجب و في رواية ابن ماجة و الطبراني من هذا الوجه قال نعم فلما دخل طواها و أرسل بها إليه و هو للمصنف في اللباس من طريق يعقوب بن عبد الرحمن بلفظ فقال نعم فجلس ما شاء الله في المجلس ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه (قوله قال القوم ما أحسنت) ما نافيه و قد وقعت تسمية المعاتب له من الصحابة في طريق هشام بن سعد المذكورة و لفظه قال سهل فقلت للرجل لم سألته و قد رأيت حاجته إليها فقال رأيت ما رأيتم و لكن أردت أن أخبأها حتى أكفن فيها (قوله أنه لا يرد) كذا وقع هنا بحذف المفعول و ثبت في رواية ابن ماجة بلفظ لا يرد سائلا و نحوه في رواية يعقوب في البيوع و في رواية أبي غسان في الأدب لا يسأل شيئا فيمنعه (قوله ما سألته لألبسها) في رواية أبي غسان فقال رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه و سلم و أفاد الطبراني في رواية زمعة ابن صالح أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر أن يصنع له غيرها فمات قبل أن تفرغ و في هذا الحديث من الفوائد حسن خلق النبي صلى الله عليه و سلم وسعة جوده و قبوله الهدية و استنبط منه المهلب جواز ترك مكافأة الفقير على هديته و ليس ذلك بظاهر منه فإن المكافأة كانت عادة النبي صلى الله عليه و سلم مستمرة فلا يلزم من السكوت عنها هنا أن لا يكون فعلها بل ليس في سياق هذا الحديث الجزم بكون ذلك كان هدية فيحتمل أن تكون عرضتها عليه ليشتريها منها قال و فيه جواز الاعتماد على القرائن و لو تجردت لقولهم فأخذها محتاجا إليها و فيه نظر لاحتمال
(١١٤)