(عبد الملك بن عبد العزيز) بن جريج بضم الجميم وفتح الراء مصغرا وآخره جيم الأموي مولاهم أبو الوليد ويقال أبو خالد أحد العلماء الأثبات وجهابذة الحديث والفقه ويقال هو أول من صنف روى عن عطاء وغيره ونقل عنه الهادي في المنتخب في باب الأوقات بواسطة عبد الرزاق وكان ثقة ثبت حافظا ليس فيه مقال وهو أقدم شيخ لمحمد بن منصور المرادي وروى له سائر الأئمة توفى سنة 150 خمسين ومائة وقد نيف على التسعين وأصله من الروم ثم سكن مكة (عبد الملك بن عبد الله) الجويني أبو المعالي الأشعري المعروف عند هم بامام الحرمين شيخ الأشعرية ومتكلميهم ولم يكن أشعريا لأنه يقول فعل العبد بقدرة العبد مستقلة ولا كسب فلهذا كانت نسبته إليهم دعوى وله كلام في اثبات القدرة وتضعيف قول الأشعرية تأولوه له مصنفات مشهورة في الأصولين كالبرهان يذكره في الغاية والورقات والمنتخب وغيرها مولده سنة 417 وجاور بمكة أربع سنين وانتقل اشتهر له صيت عظيم وكان يحضر حلقته مالا يحصى من الطلبة وقد ذكر الشرفي في مصابيحه رجوع الجويني إلى العدل وفى الحقيقة لم يدخل في مقالتهم كما يعرف من كلامهم عنه توفى الجويني سنة 478 (على بن عبد العزيز) الجرجاني أبو الحسين الشافعي العلامة وهو المراد بقوله في الشرح وقال أبو الحسين بن عبد العزيز وكان زاهدا ورعا أديبا شاعرا روى له المرشد بالله اشعارا بديعة منها الأبيات المشهورة يقولون لي فيك انقباض وانما * رأوا رجلا عن موقف الذل احجما ومنها قوله: ولو أن أهل العلم صانوه صانهم * ولو عظموه في النفوس لعظما ومن شعره: لم أجد لذة السلامة حتى * صرت للبيت والكتاب جليسا ليس شئ أعز عندي من العلم * فلا ابتغى سواء أنيسا انما الذل في مخالطة الناس * فدعهم تعش عزيزا رئيسا توفى على ما قال العامري سنة 366 ولعله سهو وفى تاريخ ابن الأثير وغيره انه مات سنة 393 والله اعلم (عمر بن عبد العزير) بن مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي أبو حفص الخليفة العادل والفرد الكامل ولي الخلافة بعد سليمان بن عبد الملك وكانت ولايته تسعة وعشرون شهرا كأبي بكر سمع أنس بن مالك وصلى انس خلفه والسائب بن يزيد وسهل بن سعد وخولة بنت حكيم من الصحابة وعروة بن الزبير وابن الزبير وابن المسيب وخلق من التابعين وروى عنه الزهري وحميد الطويل وآخرون قال مالك بن دينار لما ولى قالت رعاء الشاة في الجبال من هذا الخليفة العادل الصالح فسئلوا قالوا لأنها كفت الذياب والأسد عن الشاء وكاتبه زيد بن على يعظه وقال لعبد الله بن الحسن إذا كان لك حاجة فأرسل إلى فأنى استحى من الله ان أراك على بابى وقال له مرة ان طلبت منك شيئا أ تساعدني قال نعم قال اكتف عن بطنك فكشفه فالصق بطنه ببطنه وقال انى لأرجو ان لا يعذبني الله وقد لصقت ببضعة من رسول الله قال عمر كنت اقرأ على شيخ من ولد عتبة بن عبد الله بن مسعود فمر بي يوما وانا مع الصبيان نشتم عليا فتبعته فاعرض عنى وقام يصلى حتى أنكرته فسألته فقال أنت الذي تشتم عليا قلت قد كان ذلك قال هل علمت ان الله سخط على أهل بدر بعد الرضا قلت وهل كان عليا بدريا قال وهل
(المقدمة ١٩)