الانصراف أيضا لكثرة نقله عن علي بن محمد بن بندار فغير واضحة. صحيح أن شخصا واحدا كان مسمى بعبد الله وببندار، لكن احتمال أن يكون علي بن محمد - الذي هو ابن لعبد الله المسمى ببندار - معروفا بعلي بن محمد بن بندار، ويكون علي ابن محمد بن عبد الله القمي (أو قل: علي بن محمد بن عبد الله بن أذينة) هو المعروف بعلي بن محمد بن عبد الله وارد لا رافع له.
والحاصل أن عنوان (علي بن محمد) مطلق، بمعنى تجريده عن ذكر قيوده الواقعية (لا بمعنى المطلق الحكمي)، ومطلق من هذا القبيل منصرف إلى من يكثر ذكره في كلام المطلق، ولكن (علي بن محمد بن عبد الله) و (علي بن محمد بن بندار) قيد كل منهما بقيد غير قيد الآخر أي نسب أحدهما إلى عبد الله، ونسب الآخر إلى بندار، واحتمال كون الدافع إلى ذلك التمييز بينهما - رغم أن بندارا مسمى بعبد الله - موجود، بأن يكون أحدهما مشهورا بهذا الاسم والآخر بذاك الاسم.
وقد تحصل من كل ما ذكرناه أنه متى ما روى الكليني عن علي بن محمد بن بندار فهو عبارة عن علي بن محمد بن عبد الله الذي مضى عن النجاشي توثيقه، ومتى ما روى عن علي بن محمد بن عبد الله، أو علي بن محمد بن عبد الله القمي فلا دليل على التوثيق، ومتى ما روى عن علي بن محمد فلا يبعد انصرافه إلى علي بن محمد بن بندار الثقة.
هذا تمام الكلام في علي بن محمد الوارد في أول سند حديثنا.
وقد ورد بعده محمد بن أحمد المحمودي عن أبيه، ولا دليل على وثاقة محمد بن أحمد المحمودي عدا توقيع العسكري (عليه السلام) بنقل الكشي عن بعض الثقات، وقد جاء فيه: (واقرأه على المحمودي فما أحمدنا له لطاعته) كما لا دليل على حسن حال أبيه عدا ما نقله الكشي عن ابن مسعود عن المحمودي أن أبا جعفر (عليه السلام) كتب إليه بعد وفاة أبيه: (قد مضى أبوك رضي الله عنه وعنك وهو عندنا على حالة محمودة، ولن تبعد من