تستكثروا شيئا من الخير وإن كثر في أعينكم، فإنه لا كبير مع الاستغفار، ولا صغير مع الإصرار " (1)، وسنده غير تام. وما عن أبي بصير بسند تام، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا والله لا يقبل الله شيئا من طاعته على الإصرار على شئ من معاصيه (2). ومقتضى إطلاق الحديث أن الإصرار على المعصية الصغيرة أيضا يمنع قبول الطاعة، وافتراض بقائها صغيرة - وكونها معفوا عنها عفوا جزميا لو لم يقترن بالكبائر - لا يجتمع عرفا مع المانعية عن قبول الطاعة. وأدلة حصر الكبائر في أعيان المعاصي الكبيرة لو تمت تحمل على ذوات الذنوب دون الإصرار عليها. وقد يقال: إن إطلاق هذا الحديث يعارض إطلاق الآية الكريمة: * (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) * الظاهر في اجتناب أعيان الذنوب الكبيرة لا الإصرار على معصية هي في نفسها صغيرة.
وقد يجاب بأن هذا الحديث يمكن تفسيره بافتراض كون نفس الإصرار على الذنب المقترن بالعمل من المعاصي الكبيرة، فيصبح مصداقا ل (كبائر ما تنهون عنه)، وإنما قيدنا الإصرار بكونه مقترنا بالعمل كي لا ينافي ما دل على العفو عن النية البحتة.
معنى اللمم وفي ختام هذا البحث لا بأس بالإشارة إلى معنى اللمم، والذي يستفاد من كتاب لسان العرب (3) أن المحتملات في اللمم ثلاثة:
1 - أن يكون بمعنى صغار الذنوب وقد نقل في لسان العرب عن أبي إسحاق