السابعة) (١).
وأما أن النافلة في المنزل أفضل فهو فتوى علمائنا، وذكره الشيخ في النهاية والمبسوط لأن العبادة في حال الاستتار أبلغ في الإخلاص، وقد تبين هذا المعنى في قوله تعالى ﴿إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم﴾ (2) يريد النوافل، وفيه تنبيه على أن الاستتار بالنوافل أفضل، وقد سلف طرف من ذلك في أول كتاب الصلاة.
ويزيده بيانا " ما رواه زيد بن ثابت قال: (جاء رجال يصلون بصلاة النبي صلى الله عليه وآله فخرج مغضبا " وأمرهم أن يصلوا النوافل في بيوتهم) (3) وروى زيد بن ثابت أيضا " عنه عليه السلام أنه قال: (أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) (4).
وتكره الصلاة في الحمام، وبيوت الغائط، ومبارك الإبل، ومساكن النمل، ومرابط الخيل، والبغال، والحمير، وبطون الأودية، وأرض السبخة، والثلج إذا لم تتمكن جبهته من السجود، وبين المقابر إلا مع حائل، وفي بيوت النيران، والمجوس إلا أن ترش، وبيوت الخمور، وجوار الطرق، وأن يكون بين يديه نار مضرمة، أو مصحف مفتوح.
ومستند ذلك النقل، فمنه رواية الفضل بن يسار (قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أقوم في الصلاة فأرى بين يدي العذرة، فقال: تنح عنها إن استطعت ولا تصلي على الجواد) (5) وروى أحمد بن محمد بن أبي نصر (عمن سأل أبا عبد الله عليه السلام عن مسجد ينز حائط قبلته من بالوعة يبال فيها، فقال: إن كان نزه من بالوعة فلا تصل