منه على الأرض أجزأك) (١) وكذا لا يشترط ملاقاة الأرض بجملة العضو من كل مسجد بل يكفي الملاقاة ببعضه، وأفضل السجود أن يلقى الأرض بمساجده كلها.
مسألة: ولو تعذر السجود على الجبهة سجد على أحد الجبينين لأنهما مع الجبهة كالعضو الواحد فقام كل واحد منهما مقامها، ولأن السجود على أحد الجبينين أشبه بالسجود على الجبهة من الإيماء والإيماء سجود مع تعذر الجبهة فالجبين أولى.
وأما الذقن فلقوله تعالى ﴿يخرون للأذقان سجدا "﴾ (2) والذقن: مجتمع اللحيين وإذا صدق عليه السجود وجب أن يكون مجزيا " في الأمر بالسجود، ويؤيد ما ذكرناه ما رواه إسحاق بن عمار عن بعض أصحابنا، عن مصادف قال: (خرج دمل فكنت أسجد على جانب فرآني أبو عبد الله عليه السلام فقال: ما هذا؟ قلت: لا أستطيع أن أسجد لمكان الدمل فقال: احفر حفيرة واجعل الدمل في الحفيرة حتى يقع جبهتك على الأرض) (3) وهذا الخبر وإن كان مرسلا لكن العمل يؤيده وما أشرنا إليه من الاعتبار وفي رواية أخرى مرسلة (سئل أبو عبد الله عليه السلام عمن بجبهته علة لا يقدر على السجود عليها فقال: يضع ذقنه على الأرض إن الله سبحانه يقول: (يخرون للأذقان سجدا ") (4) وأما الإيماء فدل عليه روايات منها رواية إبراهيم الكرخي التي سلفت في الركوع.
مسألة: والذكر فيه واجب أو التسبيح؟ والبحث فيه كما في الركوع وقد سلف وروى عقبة بن عامر قال: (لما نزل سبح اسم ربك الأعلى قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله:
اجعلوها في سجودكم) (5).
ومن طريق الأصحاب رواية حماد وزرارة، والطمأنينة في كل واحدة بقدر