الخامس: التعقيب سواء كان مما ورد به الأثر أو غيره مما يختار الإنسان لدينه ودنياه لكن ما ورد به الأثر أفضل وقال أبو حنيفة: يقتصر على ألفاظ القرآن والأدعية المأثورة، قلنا قول النبي صلى الله عليه وآله (ثم ليتخير من الدعاء ما شاء) وقوله عليه السلام (ثم يدعو لنفسه) (1).
وروى أنس قال: (جاءت أم سليمان إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله علمني دعاءا أدعو به في صلاتي فقال: احمدي الله عشرا وسبحي الله عشرا ثم اسألي ما شئت) (2) ولأن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله كانوا يدعون بما لم يتعلموه ولم ينكره والتابعون بعده كذلك ولم يتناكروه (وقال النبي صلى الله عليه وآله: لرجل ما تقول في صلاتك؟
قال: أشهد ثم أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار وصوبه) (3).
ومن طريق الأصحاب روايات، منها ما رواه زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: (الدعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة تنفلا) (4) وعن الوليد بن صبيح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد) (5).
قال الراوي: يعني بالتعقيب الدعاء عقيب الصلوات، والأذكار المنقولة في ذلك كثيرة أفضلها تسبيح الزهراء عليها السلام وإنما نسب إليها لأنها السبب في تشريعه روى صالح بن عقبة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: (ما عبد الله بشئ أفضل من تسبيح الزهراء عليها السلام ولو كان شئ أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام) (6) وكان يقول:
(تسبيح فاطمة عليها السلام في كل يوم دبر كل صلاة أحب إلي من صلاة ألف ركعة في كل