عن سجدة الشكر فقال: أي شئ سجدة الشكر؟ فقلت: إن أصحابنا يسجدون بعد الفريضة سجدة واحدة ويقولون: هي سجد الشكر، فقال: إنما الشكر إذا أنعم الله على عبد نعمة أن يقول: ﴿سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون﴾ (1)، والحمد لله رب العالمين) (2).
فإنه ليس منافيا " لما قلناه لأنه يحتمل اختصاص تسمية السجدة بسجدة الشكر لما يكون عند تجدد النعم لأن الشكر اعتراف بالنعمة لا لأن السجود عقيب الفريضة غير مراد وليس ما ذكره من الدعاء مانعا " من السجود بل جايز أن يكون ذلك القول حالة سجوده، ولأنه إذا جاز السجود شكرا " على النعم فمن المعلوم أن الإنسان لا ينفك من نعمة متجددة من الله ولو لم تكن إلا تمكينه من النفس ورده الذي به قوام البدن وتمام الحياة، قاله الشيخ في الخلاف: وليس في سجدة الشكر تكبير الافتتاح ولا تكبير السجود، ولا تشهد، ولا تسليم وقال في المبسوط: يستحب التكبير لرفع رأسه من السجود ولعله تشبيه بسجدة التلاوة، وقال الشافعي: هي كسجدة التلاوة.
لنا أن وضع الجبهة يسمى سجودا " فيتحقق معه الامتثال وما زاد فهو خارج عن مسمى السجود فيكون منفيا " بالأصل.
مسألة: قال الشيخ في الخلاف: سجدات القرآن خمس عشرة في الأعراف والرعد، والنحل، وبني إسرائيل، ومريم، والحج موضعان، والفرقان وزادهم نفورا "، والنمل، وألم تنزيل، و ص، وحم السجدة، والنجم، وإذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك، أربع فرض وهي: سجدة لقمان، وحم السجدة، والنجم، واقرأ باسم ربك، ووجوبها على القارئ والمستمع، ويستحب للسامع، والباقي ندب.
وقال الشافعي: السجدات أربع عشرة وأنكر سجدة صلى الله عليه وآله وكلها مسنونة