كتاب الطهارة - السيد الخوئي - ج ٨ - الصفحة ١٢
ولا يكفي مجرد قوله: (أستغفر الله) بل لا حاجة إليه مع الندم القلبي وإن كان أحوط، ويعتبر فيها العزم على ترك العود إليها، والمرتبة الكاملة منها ما ذكره أمير المؤمنين عليه السلام.
____________________
وأما الاستغفار اللفظي وقول: اللهم اغفر لي أو استغفر الله ونحوهما فهو غير معتبر في حقيقة التوبة ولا أنه من لوازم الرجوع لأن الاستغفار بمعنى طلب الغفران والتوبة بمعنى الرجوع فهما متغايران مفهوما ومصداقا.
ويدل على عدم اعتباره في التوبة ومغايرتهما - مضافا إلى وضوحه في نفسه - قوله تعالى (واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه) (1) فإن العطف ب‍ (ثم) يدل على ما ذكرناه، فقد دلت الآية المباركة على أن العبد الآبق يطلب المغفرة من ذنوبه أولا وإن لم يرجع ولم يتب لأنه سبحانه غافر الذنوب، وبعده يرجع إلى الله بالإضافة إلى ما يأتي.
نعم: الأحسن أن يكون رجوع الآبق بقلبه ولسانه وأن تكون توبته واقعية وظاهرية بقول: (اللهم اغفر لي) ونحوه.
وأكمل مراتب التوبة ما ذكره أمير المؤمنين - ع - في نهج البلاغة من أن للتوبة مراتب ستة.
(منها) وهو خامسها: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت

(1) وقعت هذه الجملة المباركة في سورة هود في ثلاثة مواضع آية 3 و 52 و 90 باختلاف يسير في أولها.
(١٢)
مفاتيح البحث: الإحتياط (1)، سورة هود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 5 7 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست