ومنها الفقه وهو العلم بغرض المخاطب من كلامه يقال فقهت كلامك أي وقفت على غرضك من هذا الخطاب قال تعالى لا يكادون يفقهون قولا لان كفار قريش لما كانوا أرباب الشبهات والشهوات فما كانوا يقفون على ما في كتاب الله من المعارف الحقيقية (1) لا جرم أفصح الله عن عدم استعدادهم للاطلاع على المقصود الأصلي من انزال ذلك الكتاب.
ومنها العقل ويقال على أنحاء كثيره كما أشير إليه.
أحدها الشئ الذي به يقول الجمهور في الانسان انه عاقل وهو العلم بمصالح الأمور ومنافعها ومضارها وحسن أفعالها وقبحها.
والثاني العقل الذي يردده المتكلمون فيقول المعتزلة منهم به كقولهم هذا ما يوجبه العقل وينفيه العقل.
والثالث ما ذكره الفلاسفة في كتب البرهان (2).
والرابع ما يذكر في كتب الأخلاق المسمى بالعقل العملي.
والخامس العقل الذي يذكر في كتاب النفس في أحوال الناطقة ودرجاتها.