انه توقف العالم على غير ذات الله ولم يكف في وجوده ذاته وصفاته ويقول الاخر يكفي وحينئذ يتبين المشرك من غير المشرك واعلم أن مسألة ابطال التعطيل واثبات الصانع المبدع الذي يفيد الموجودات من دون سانح على ذاته وحادث يصير ذاته محلا له من أعظم المهمات وأفضل العلوم و المسائل فان من لم يعرف توحيده في الفعل (1) لم يعرف توحيده في الذات ولا في صفة وجوب الوجود ولا القدرة (2) ولا العلم ولا الإرادة ولا الحكمة ولا غيره من الصفات وإذا علم الانسان هذه المسألة وعلم وجود النفس وبقائها وكيفية معادها ورجعاها بعد ما عرف مبدأها وفاعلها ووحدانيته فقد حصل من العلم شيئا عظيما ولا يبالي بما يفوته من العلوم والمسائل وهذه المسألة إذا عرفت وأحكمت وعلمت أسباب حدوث الحادثات ودثور الداثرات وان هويات الأجسام وطبائعها متجددة لحظه فلحظه كما أشار إليه القرآن وقومه البرهان من غير أن يختل بها قاعدة حكمية فقد تمهدت قواعد الوصول إلى عالم الكشف والشهود العقلي تمهيدا بأوضح طريقه
(١٦٢)