ان كل مدرك لشئ لا بد وأن يكون نورا لنفسه وكل نور لنفسه عقل بالفعل فيلزم عليه كون كل حيوان ذا عقل وأيضا من مذهبه ان الأجسام والمقادير مدركه بالعلم الاشراقي الحضوري وكذا ذهب إلى أن كل نفس منا تدرك بدنها بعلم حضوري إضافي وعندنا ان الأجسام المادية من حيث وجودها المادي المنقسم في الجهات لا يتعلق بها ادراك ولا شعور لا التعقل ولا غيره (1) واما المذهب المختار وهو ان العلم عبارة عن الوجود المجرد عن المادة الوضعية.
فيرد عليه أيضا اشكالات كثيره في ظاهر الامر ولكن كلها مندفعة عند امعان النظر.
منها ان الصورة الذهنية ان لم تكن مطابقه للخارج كانت جهلا وان كانت مطابقه فلا بد له من امر في الخارج وحينئذ لم لا يجوز ان يكون الادراك حالة نسبية بين المدرك وبينه وهذا ما ذكره الشارح القديم للإشارات وأجاب عنه المحقق الطوسي ره في شرحه لها ان من الصورة ما هي مطابقه للخارج وهي العلم ومنها ما هي غير مطابقه للخارج وهي الجهل واما الإضافة فلا يوجد فيها المطابقة وعدمها لامتناع وجودها في الخارج فلا يكون الادراك بمعنى الإضافة علما ولا جهلا (2).
أقول ظاهر كلام المعترض يدل على أن الصورة الذهنية ان لم تكن مطابقه