موجودات هذا العالم الجسماني برمتها بالمعية الوجودية وبالثالث نسبه معلوماته بعضها إلى بعض بالمعية الزمانيي فصل في أن الزمان يمتنع ان يكون له طرف موجود قالوا إن كل حادث يسبقه عدم لا يجامع وجوده (1) وما به القبلية ليس نفس العدم لان العدم يكون بعد أيضا وليس القبل بما هو قبل مع البعد فليس العدم بما هو عدم قبلا ولا بعدا وليس أيضا ذات الفاعل لان ذاته توجد مقارنه أيضا ولا شئ من الأشياء التي يصح ان يوجد مع المتأخر قبلا لذاته هذا النحو من القبلية فاذن كون العدم سابقا هو ان ذلك العدم للشئ مقترن بزمان حدث وجوده بعد ذلك الزمان فيكون قبل كل آن فرض بداية زمان آخر وهكذا القياس في آن يفرض نهاية فاذن ليست لمطلق الزمان بداية ولا نهاية ولهذا ذكر معلم الفلاسفة من قال بحدوث الزمان فقد قال بقدمه من حيث لا يشعر وقد علم أن الزمان من لوازم حركه وحركه من لوازم الطبيعة عندنا والطبيعة لا تقوم الا بمادة وجسم
(١٤٨)