واحد أنحاء من الوجود بعضها أقوى من بعض وكذا العلم الذي هو من باب الوجود لا من باب النسب واعلم أن هذه الشبهة مع أنها على الطريقة التي اخترناه من أن الادراك العقلي انما يكون باتحاد النفس بالعقل الفعال الذي هو صوره الموجودات أو وجدت فيه صور الموجودات أصعب انحلالا (1) لكن مع ذلك منحلة بفضل الله تعالى وهو ان النفس ذات مقامات متعددة ونشئات مختلفة نشأة الحس ونشأة الخيال ونشأة العقل وهذه النفوس أيضا متفاوتة قوه وضعفا وكمالا ونقصا وأقوى النفوس ما لا يشغله نشأة عن نشأة وبعضها دون ذلك وبعضها في الدناء ه بحيث لا يحضرها بالفعل الا نشأة الحس مع ما يصحبها من نشأة الخيال شئ ضعيف خيالي فضلا عن حضور معقول من الصور فإذا تقرر هذا فنقول ان النفس المتوسطة في القوة والكمال إذا اتصلت بعالم العقل خرجت عن نشأة الحس ودبرت البدن ببعض قواها الطبيعية وإذا رجعت إلى عالم الحس غابت عن نشأتها العقلية ويبقى معها شئ كخيال ضعيف منها (2) وبذلك الخيال الضعيف مع بقاه ملكه الاسترجاع واستعداد الاتصال يمكنها التذكر لما تجلى لها من حقيقة ذاتها وتمام جوهرها العقلي وقوله ان لم يكن الصورة التي يريد استرجاعها متصورة لم يمكن استرجاعها ان أراد بعدم تصورها كونها غير متصورة لا بالكنه ولا بوجه الحكاية ولا حصلت أيضا القوة الاستعدادية القريبة لحصولها فمسلم ان مثلها غير ممكن الاسترجاع لها وليس الكلام في مثلها وان أراد بذلك كونها متصورة بالكنه وان تصورت بوجه التخيل والتمثل وقد حصلت لها ملكه المراجعة إلى الخزانة فغير مسلم وهذا القائل انما صعب عليه تحقيق هذا المقام وأمثاله بناءا على أنه اعتقد ان اكتساب التصورات مطلقا مستحيل سواء كان
(٥١٠)