ذات المراد استحال من ذلك المريد ان لا يريد ذلك المراد عند وجوده فلا جرم لا حاجه إلى ارتسام صوره أخرى منه فيه بل يحصل لذاته من حيث هو مريد اضافه إلى ذاته من حيث هو مراد وتلك الإضافة هي الإرادة وأما إذا كان المراد غير المريد ما أمكن لذلك المريد من حيث هو هو ان يريد ذلك المراد من حيث هو هو حال كونه معدوما في الخارج فلا جرم لا بد من ارتسام صوره أخرى من ذلك المراد عند المريد أو فيه ليتحقق النسبة المسماة بالإرادة بينهما وكذا في سائر الصفات حتى القدرة والتحريك والغضب.
فان قلت الشئ الواحد لا يمكن ان يكون قادرا ومقدورا وكذا لا يمكن ان يكون شئ واحد محركا لنفسه أو غضبانا على نفسه.
قلنا مجرد مفهوم القدرة لا يأبى عن أن يكون القادر عين المقدور أو غيره ولكن يعرف ذلك ببرهان خارج عن نفس المفهوم وكذا إذا حكمنا بان المحرك غير المتحرك أو الأب غير الابن أو الغضبان غير المغضوب عليه كل ذلك انما يعرف بحجه أخرى غير مفهوم الطرفين كما بينه الشيخ في عده مواضع من الشفاء و سنعود إلى ايضاحه (1) فصل في تحقيق ان كون الشئ عقلا وعاقلا ومعقولا لا يوجب كثره في الذات ولا في الاعتبار قال الفخر الرازي ان الظاهريين لما استحسنوا هذا الكلام الهائل الشعرى ظنوا ان العاقل لا بد وان يتحد بالمعقول سواء عقل ذاته أو عقل غيره (2)