فصل في تأكيد القول بتجدد الجواهر الطبيعية المقومة للأجرام السماوية والأرضية ولعلك تقول هذا احداث مذهب لم يقل له أحد من الحكماء فان الامر الغير القار منحصر في الزمان وحركه واختلفوا في أن أيهما غير قار بالذات و الاخر كذلك بالعرض فالجمهور (1) على أن هذا صفة الزمان وحركه تابعه له في عدم قرار الذات وذهب صاحب الاشراق إلى العكس واما كون الطبيعة جوهرا غير ثابت الذات فلم يقل به أحد.
فاعلم أولا ان المتبع هو البرهان والعاقل لا يحيد عن المشهور ما وجد عنه محيصا.
وثانيا ان كلامهم يحمل على أنه مبنى على الفرق بين حال الماهية وحال الوجود فالحركة والزمان امر ماهيته ماهية التجدد والانقضاء والطبيعة انما وجودها