قال النبي صلى الله عليه وآله الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت وذلك لأنه لا خير يصل إليه الانسان أفضل مما بعد الموت.
ومنها الخبر بالضم وهو معرفه يتوصل إليها بطريق التجربة والتفتيش.
ومنها الرأي وهو إحالة الخاطر في المقدمات التي يرجى منها انتاج المطلوب وقد يقال للقضية المنتجة من الرأي رأى والرأي للفكرة كالآلة للصانع ولهذا قيل إياك والرأي الفطير وقيل دع الرأي الغب.
ومنها الفراسة وهي الاستدلال بالخلق الظاهر على الخلق الباطن وقد نبه الله تعالى عليه بقوله ان في ذلك لايات للمتوسمين وقوله تعرفهم بسيماهم وقوله ولتعرفنهم في لحن القول واشتقاقه من فرس السبع الشاه فكان الفراسة اختلاس المعارف وذلك ضربان ضرب يحصل للانسان عن خاطر لا يعرف له سبب وذلك ضرب من الالهام بل ضرب من الوحي وإياه عنى رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله كما هو المشهور ان من أمتي لمحدثين وبقوله صلى الله عليه وآله اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ويسمى ذلك نفثا في الروع وضرب آخر ما يكون بصناعة وتعلم وهي الاستدلال بالاشكال الظاهرة على الأخلاق الباطنة وقال أهل المعرفة في قوله تعالى أفمن كان على بينه من ربه ويتلوه شاهد ان البينة هو القسم الأول و هو الإشارة إلى صفاء جوهر الروح والشاهد هو القسم الثاني وهو الاستدلال بالاشكال على الأحوال.
تم المجلد الثالث من كتاب الأول من الحكمة المتعالية في الاسفار العقلية في شهر شوال المكرم سنة 1384 وأرجو من الله أن ينفعنا به وسائر الطالبين في الدنيا والآخرة بمحمد وآله والأبرار الأخيار الأطهار وأن يوفقنا لاخراج بقية أجزاء الكتاب والحمد لله أولا وآخرا.