عن الشرور محبوب ولكونه مدركا لهذه الخيرية محب لذاته وهكذا يمكن ان يصدق على ذات واحده كثير من هذه المعاني النسبية من غير استيجاب للكثرة و اقتضاء للمغايرة في الواقع بل في نفس تلك المفهومات (1) فلنرجع إلى دفع بعض البحوث قال صاحب التشكيك قال الشيخ كون الشئ معقولا هو ان يكون ماهيته المجردة عند شئ وهذا أعم من كونها عند شئ مغاير لها فان الكون عند الشئ أعم في المفهوم من الكون عند شئ مغاير ولقائل ان يقول هذا هو محل الاشكال بعينه فان الخصم يقول الكون عند الشئ حالة إضافية وهي لا تعقل الا بين الشيئين ا رأيت لو أن قائلا يقول المحركية للشئ أعم من المحركية للغير فيلزم صحه كون الشئ محركا لذاته وكذلك الموجدية أعم من الموجدية للغير فيلزم صحه كون الشئ موجدا لذاته هل يقبل ذلك منه وهل يحكم بصحة قوله فإن كان ذلك باطلا فكذلك هاهنا أقول صحه كون الشئ عاقلا لنفسه وبطلان كونه محركا لذاته لم يعرف لا هذا ولا ذاك بمجرد تلك الأعمية بل ببيان وبرهان آخر وليس غرض الشيخ من قوله كون الشئ معقولا بحسب المفهوم أعم من أن يكون معقولا لغيره ان بمجرد هذه الأعمية يثبت صحه كون الشئ معقولا لذاته والا فيلزم كون الجماد معقولا لذاته إذا ثبت كونه معقولا لشئ كيف والأعم غير مستلزم للأخص فصحه كون الشئ حيوانا لا يقتضى صحه كونه انسانا نعم لا ينافي كون الشئ حيوانا كونه انسانا وغرض الشيخ دفع توهم المنافاة وإزالة ما ربما يتوهم أحد ان مفهوم عاقلية الشئ يقتضى ان يكون المعقول غير العاقل كما هو شان المتضائفين وينافي كونه عين العاقل بحسب المفهوم فنبه على أن كون بعض المتضائفين غير صاحبه في الخارج لم يعرف من نفس مفهوم المضاف أو الإضافة لان نفس مفهوم
(٣٥٧)