الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٤٨٠
وضع مخصوص فإذا حل ذلك الشكل في النفس فاما ان تصير النفس مشكله بهذا الشكل حتى تصير النفس مربعه واما ان لا تصير كذلك فان صارت مربعه مثلا فهي غير مجرده بل هي جسمانية وان لم تصر مربعه (1) فالصورة المربعة غير موجودة لها.
قال صاحب المباحث هذا اشكال قوى جدا ولم يظهر لي بعد عنه جواب يمكنني أذكره في كتابي هذا.
أقول في جوابه ان حضور الصورة العلمية للشئ العالم لا يلزم ان يكون بالحلول فيه بل بأحد أنحاء ثلاثة اما بالعينية كما في علم النفس بذاتها أو بالحلول فيه كما في علم النفس بصفاتها وكما هو المشهور في حصول المعقولات للجوهر العاقل أو بالمعلولية كما في علم الله بالممكنات بصورها المفصلة فعلم النفس بالصور الخيالية (2) من القسم الثالث (3).

(1) أي فلا اختصاص ناعت هنا فلا طول فلا وجود لذلك المربع للنفس س ره (2) ويمكن ان يطوى حديث العلية والمعلولية وإن كان طريقه أنيقة ويقال علاقة النفس بها كعلاقتها مع البدن والصور الطبيعية الاخر حيث لا تتصف بها فالصور التي في المثال الأصفر والتي في المثال الأكبر كالبدن للنفس فإنها تمثلت وتصورت لها وان لم تشعر بهذا ورأت ذاتها محدودة بهيئة خاصه مشكله بشكل مخصوص ممسوحة بمساحة معينه س ره (3) قد تقدم ان في مرحلة المثال موجودا مثاليا نسبته إلى النفس المتخيلة بالقوة نسبه العقل الفعال إلى النفس العاقلة بالقوة أعني العقل الهيولاني في أنه يخرج النفس من القوة إلى الفعل ولو جاز خروج النفس بنفسها من القوة إلى الفعل من غير مخرج من خارج لزم اتحاد القوة والفعل وهو محال ولازم ذلك أن نقول إن فاعل الصور الخيالية كالصور العقلية امر خارج من النفس يفيض عليها الصورة بعد الصورة بحسب ما تكتسبه من الاستعداد نعم إذا تمكنت الصورة الخيالية من النفس وصارت ملكه لها لم يكن باس في اسناد فاعليه الصور إلى النفس فإنه عين الاسناد إلى المبدء الخيالي الفياض بوجه والجواب عن الاشكال حينئذ ان الصورة المقدارية حاصله للنفس حصول الكامل للناقص والشديد للضعيف وليس من الحلول في شئ ط مد.
(٤٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 485 ... » »»
الفهرست