الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ١٧
ما يسمونه فاعلا ليس الا مباشر الحركات ومبدء التغيرات في الموارد ومحركها واما فاعل الصور ومعطى الوجودية فهو الحق عز اسمه فصل في طور آخر من التقسيم ان القوى الفعلية بعضها يحصل بالطباع وبعضها يحصل بالعادة وبعضها يحصل بالصناعة وبعضها يحصل بالاتفاق اما التي تحصل بالصناعة فهي التي تقصد فيها استعمال مواد وآلات وحركات فيكتسب للنفس ملكه يصدر عنها الفعل بسهولة وتلك بمنزله صوره تلك الصناعة كصورة النار للتسخين وصوره الماء للتبريد وستعلم في مبحث المعاد ان الملكة ربما تصير صوره جوهرية للنفس وتبعث بتلك الصورة في الآخرة يوم البعث واما التي بالعادة فهي ما تحصل في أفاعيل ليست مقصوده فيها ذلك بل لشهوة أو غضب أو رأى ثم يتبعها غاية هي العادة ولم يكن بقصد ولا بتوجيه الأفاعيل إليها بالأصالة إذ لا يلزم (1) أن تكون العادة نفس ثبوت صوره تلك الأفاعيل في النفس بل تكرر الأفاعيل ربما يؤدى لحصول امر آخر فيها ليس من قبيلها لأنها معدات و المعد لا يلزم ان يكون شبيها بما هو معد له فملكه الفعل غير العادة الناشية من الفعل ولا يلزم أيضا ان يكون عاده آلات ومواد معينه فان عاده المشي وعاده التجارة بينهما تفاوت شديد ثم مع ذلك (2) من دقق النظر يجد انه يرجع حصول العادة والصناعة

(1) كما أن عاده الصلاة وهي حركات أفعالية وأقوالية ربما استعقبت السكون والطمأنينة بالله وربما استعقبت الشرك بالله وكلاهما ليسا من جنس الحركات البدنية والحاصل ابداء الفرق بين الفاعل بالصناعة والفاعل بالعادة من وجوه ثلاثة.
أحدها الحاجة إلى استعمال مواد وآلات خارجية في الصناعة.
وثانيها كون ملكه الصناعة غاية بالذات لا بالعرض.
وثالثها كون ملكه الصناعة صوره لأفعالها وسنخا لها بخلاف العادة في المقامات الثلاثة س ره (2) ليس المراد انهما ليسا قسمين من الفواعل ولا الاضراب من الفروق بل المراد ان مرجع كليهما إلى الكيفية الراسخة النفسانية والفروق من باب الغايات والبدايات س ره.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست