كالحركة فان الزمان وجوده نفس المقدار وهو معلول للحركة من جهة وجوده لا من جهة كونه مقدارا فان كون المقدار مقدارا ليس بعله فالزمان يقدر حركه على وجهين أحدهما يجعلها ذا قدر (1) والثاني بدلالتها على كميه قدرها و حركه تقدر الزمان بمعنى انه يدل على قدره بما يوجد فيه من التقدم والتأخر (2) وبين الامرين فرق واما الدلالة على القدر (3) فتارة مثل ما يدل المكيال على المكيل وتارة مثل ما يدل المكيل على المكيال كما أن المسافة قد تدل على قدر حركه فيقال مسير فرسخين وقد يدل حركه على قدر المسافة فيقال مسافة رميه لكن الذي يعطى المقدار بالذات هو أحدهما (4) وهو الذي بذاته قدر وكمية ولأنه متصل في جوهره صلح ان يقال طويل وقصير ولأنه عدد بحسب المتقدم منه والمتأخر صلح ان يقال إنه كثير وقليل.
حكمه مشرقية اعلم أن المسافة بما هي مسافة وحركه والزمان كلها موجود بوجود واحد وليس عروض بعضها لبعض عروضا خارجيا بل العقل بالتحليل يفرق بينها ويحكم على كل منها بحكم يخصه فالمسافة فرد من المقولة كيف أو كم أو نحوهما وحركه هي تجددها وخروجها من القوة إلى الفعل وهي معنى انتزاعي عقلي واتصالها بعينه اتصال المسافة والزمان قدر ذلك الاتصال وتعينه أو هي باعتبار التعين المقداري فيحكم بعد التحليل والتفصيل بعلية بعضها لبعض بوجه فيقال ان اتصال حركه انما يثبت لها بواسطة اتصال المسافة