أولا وبالتفكر أو ثانيا وبالتذكر بناءا على شبهه مغالطية له زعمها حجه برهانية و نحن قد فككنا عقده ذلك الاعضال بعون الله تعالى.
ومنها الذكر الصورة الزائلة إذا عادت وحضرت سمى وجدانها ذكرا وان لم يكن الادراك مسبوقا بالزوال لم يسم ذكرا ولهذا قال الله تعالى يعلم انى لست أذكره وكيف أذكره إذ لست أنساه قال صاحب المباحث بعد اعاده شبهته التي أصر عليها في أنها غير ممكنة الانحلال وهاهنا سر آخر وهو انك لما عجزت عن ادراك ماهية التذكر والذكر مع أنه صفتك وتجد من نفسك جمله انه يمكنك الذكر فانى يمكنك الوقوف على كنه المذكور مع أنه أبعد الأشياء مناسبة منك فسبحان من جعل أظهر الأشياء أخفاها أقول بعد ما علمت وجه انحلال تلك الشبهة اعلم أن الله أقرب الأشياء إلينا من جهة أصل ذواتنا وانما خلقنا وهدانا لنتوسل إلى معرفته ونصل إلى دار كرامته ونشاهد حضره إلهيته ونطالع صفات جماله وجلاله ولأجل ذلك بعث الأنبياء وانزل الكتب من السماء لا لان تكون أبعد الأبعدين وأشقى الأشقياء المتحيرين الشاكين.
ومنها المعرفة وقد اختلفت الأقوال في تفسيرها فمنهم من قال إنها ادراك الجزئيات والعلم ادراك الكليات (1) وآخرون قالوا إنها التصور والعلم هو التصديق (2) وهؤلاء جعلوا العرفان أعظم رتبه من العلم قالوا لان تصديقنا باستناد هذه المحسوسات إلى موجود واجب الوجود امر معلوم بالضرورة (3) واما تصور حقيقة