فصل في الاستدلال على صيرورة العقل الهيولاني عقلا بالفعل ومعقولا بالعقل اعلم أن الشيخ الرئيس مع اصراره في سائر كتبه على ابطال القول باتحاد العقل بالمعقول صرح في كتاب المبدء والمعاد ببيان ذلك في الفصل السابع من المقالة الأولى المعقود في بيان ان واجب الوجود معقول الذات وعقل الذات واحتج على ذلك بقوله كل صوره مجرده عن المادة والعوارض إذا اتحدت بالعقل صيرته عقلا بالفعل بحصولها له لا بان العقل بالقوة يكون منفصلا عنها انفصال مادة الأجسام عن صورتها فإنه إن كان منفصلا بالذات عنها وتعقلها كان ينال منها صوره أخرى معقولة والسؤال في تلك الصورة كالسؤال فيها وذهب الامر إلى غير نهاية بل أفصل هذا وأقول ان العقل بالفعل اما ان يكون حينئذ هذه الصورة أو العقل بالقوة الذي حصل له هذه الصورة أو مجموعهما ولا يجوز ان يكون العقل بالقوة هو العقل بالفعل لحصولها له لأنه لا يخلو ذات العقل بالقوة اما ان يعقل تلك الصورة أو لا يعقلها فإن كان لا يعقل تلك الصورة فلم يخرج بعد إلى الفعل وإن كان يعقلها فاما ان يعقلها بان يحدث لذات العقل بالقوة صوره أخرى أو انما يعقلها بان يحصل هذه الصورة لذاتها
(٤٣٧)