الواجب فامر فوق الطاقة البشرية لان الشئ ما لم يعرف لا يطلب ماهيته (1) فعلى هذا الطريق كل عارف عالم ولا عكس ولذلك كان الرجل لا يسمى عارفا الا إذا توغل في ميادين العلم وترقى من مطالعها إلى مقاطعها ومن مباديها إلى غاياتها بحسب الطاقة البشرية وقال آخرون من أدرك شيئا وانحفظ اثره في نفسه (2) ثم أدرك ذلك الشئ ثانيا وعرف ان هذا ذاك الذي قد أدركه أولا فهذا هو المعرفة ثم من الناس من يقول بقدم الأرواح ومنهم من يقول بتقدمها على الأشباح (3) ويقول إنها هي الذر المستخرج من صلب آدم ع وانها أقرت بالإلهية (4) واعترفت بالربوبية الا انها لظلمه العلاقة البدنية نسيت مولاها وإذا عادت إلى أنفسها متخلصة من ظلمة البدن وهاوية الجسم عرفت انها كانت عارفه فلا جرم سمى هذا الادراك عرفانا.
ومنها الفهم وهو تصور الشئ من لفظ المخاطب والافهام وهو ايصال المعنى باللفظ إلى فهم السامع.